أحلام الحيوانات: هل يرى رفيقك الأليف عالمًا سريًا أثناء نومه؟

Footbolino
الصفحة الرئيسية

أحلام الحيوانات: هل يرى رفيقك الأليف عالمًا سريًا أثناء نومه؟


حيوان يحلم

هل سبق لك أن راقبت قطتك أو كلبك وهو يرتعش أو يهز ساقه بلطف أثناء النوم العميق؟ هل يتأوه كلبك بصوت خافت أو يصدر قطك خرخرة خفيفة بينما يغرقان في سبات عميق؟ هل تساءلت يومًا عما إذا كانت هذه الحركات والأصوات تشير إلى أنهما يحلمان؟ هذا السؤال ليس مجرد فضول بشري؛ فالعلم الحديث بدأ يكشف حقائق مذهلة حول الحياة الحلمية للحيوانات، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم عقول رفاقنا الأليفين ويجعلنا نرى نومهم بعين مختلفة تمامًا.

هل تحلم الحيوانات حقًا؟ الدلائل العلمية تكشف المستور


لفترة طويلة، كان يُعتقد أن الأحلام ظاهرة بشرية بحتة، مرتبطة بالوعي المعقد والتجارب الإدراكية المتطورة لدينا. لكن الأبحاث الحديثة في علم الأعصاب تشير بقوة إلى أن العديد من الحيوانات تحلم، خاصة الثدييات والطيور، وربما حتى بعض الزواحف. كيف يمكن للعلماء أن يجزموا بذلك؟

يعتمد العلماء بشكل كبير على دراسة دورات النوم في أدمغة الحيوانات. تمامًا مثل البشر، تمر الحيوانات بمراحل نوم مختلفة، أهمها مرحلة حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة التي تحدث فيها معظم أحلامنا النابضة بالحياة. خلال نوم REM، تُظهر أدمغة الحيوانات نشاطًا كهربائيًا وأنماط موجات دماغية مشابهة جدًا لما يحدث في أدمغة البشر أثناء الحلم.

من أبرز الأدلة على ذلك ما كشفته دراسات أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) على الفئران. قام الباحثون بتتبع نشاط الدماغ لدى الفئران أثناء تعلمها الركض في متاهة معقدة. ثم راقبوا نفس النشاط الدماغي للفئران أثناء نومها. وجدوا أن أنماط نشاط دماغ الفئران أثناء نوم REM تُعيد تشغيل نفس التسلسلات العصبية التي حدثت بالضبط عندما كانت الفئران تستكشف المتاهة وهي مستيقظة. هذا يشير بشكل قاطع إلى أن الفئران كانت "تسترجع" أو "تمارس" تجاربها اليومية في أحلامها، بنفس الطريقة التي قد نحلم بها نحن بالعمل أو الأحداث التي مررنا بها خلال اليوم.

ما الذي قد تحلم به الحيوانات؟ رحلة إلى عوالمها الخفية


كيف تحلم الحيوانات ؟

إذا كانت الحيوانات تحلم، فما هي المواضيع التي قد تظهر في أحلامها؟ من المرجح أن تكون أحلام الحيوانات مرتبطة بشكل وثيق بتجاربها اليومية، غرائزها الأساسية، وتفاعلاتها مع بيئتها وأصحابها.

 * الكلاب: تخيل كلبك يلهث ويحرك ذيله بخفة وهو نائم. من المحتمل أنه يحلم بالركض بحرية في حديقة واسعة، مطاردة كرة، لقاء أصدقائه من الكلاب، أو حتى الاستمتاع بوجبة شهية. قد تحلم الكلاب أيضًا بالتفاعل معك، مثل تلقي المداعبة أو المشي في نزهة طويلة. الأبحاث تشير إلى أن الكلاب الصغيرة قد تحلم بشكل متكرر ولفترات قصيرة، بينما الكلاب الأكبر حجمًا تحلم لمدد أطول ولكن بتكرار أقل.

 * القطط: عندما ترى قطتك تهتز أو تهز شواربها وهي نائمة، قد تكون في خضم مطاردة وهمية لفأر، القفز بخفة على فريسة، تسلق شجرة عالية، أو الاسترخاء في بقعة مشمسة ومريحة. طبيعتها كصيادة منفردة تجعل أحلامها غالبًا ما تدور حول هذه الغرائز الأساسية. حتى الخرخرة الهادئة أثناء النوم قد تكون تعبيرًا عن شعورها بالراحة والأمان في حلم جميل.

 * الطيور: بعض الأبحاث الرائدة في العصافير المغردة تشير إلى أنها قد "تتدرب" على أغانيها المعقدة أثناء النوم. هذا يعني أن أحلامها قد لا تقتصر على الصور المرئية، بل تشمل أيضًا جوانب من سلوكياتها التواصلية وغرائزها الفنية، مما يساعدها على إتقان مهارات الغناء الضرورية للتزاوج والبقاء.

 * حيوانات المزرعة: حتى حيوانات المزرعة قد تحلم. قد تحلم البقرة بحقل واسع من العشب الأخضر، وقد يحلم الحصان بالركض بحرية في المروج.

هذه الأحلام، على الأرجح، لا تقتصر على مجرد إعادة تشغيل للأحداث اليومية. إنها تساعد الحيوانات على معالجة المعلومات الجديدة، تعزيز الذكريات المهمة، وحتى التدرب على المهارات التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة أو التفاعل بفعالية مع بيئتها. تمامًا كما تساعدنا أحلامنا على تنظيم أفكارنا وحل المشكلات، فإنها قد تؤدي وظائف مماثلة في عوالم حيواناتنا.

ماذا يعني هذا بالنسبة لعلاقتنا بهم؟


إن فهم أن حيواناتنا الأليفة قد تختبر عوالم داخلية معقدة وغنية مثل الأحلام يضيف طبقة جديدة من العمق والمعنى لعلاقتنا بها. إنه يعزز فكرة أنها كائنات واعية، قادرة على التجربة الحسية والعاطفية والمعرفية بطرق قد لا ندركها بالكامل. هذا الفهم يزيد من تقديرنا لأهمية نومهم وراحتهم، ويجعلنا أكثر حذرًا في عدم إزعاجهم أثناء فترات نومهم العميق.

عندما تشاهد حيوانك الأليف نائمًا بعمق، وقد تراه يرتعش أو يصدر أصواتًا خافتة، تذكر أنه ربما يكون في رحلة عبر عالمه السري الخاص به، يستكشف، يتعلم، وربما حتى يلعب. هذا يذكرنا بضرورة تقدير حياتهم الداخلية الغنية، ومعاملتهم ليس فقط كرفاق، بل ككائنات لديها تجاربها الفريدة ومعالجاتها العميقة للعالم من حولها.


إنهم لا يعيشون فقط في عالمنا، بل يعيشون أيضًا في عوالمهم الخاصة أثناء النوم، مما يجعلهم أكثر غموضًا وجمالًا.

هل سبق لك أن راقبت حيوانك الأليف وهو يحلم وشعرت بهذا الارتباط العميق؟ وماذا تتخيل أنه يراه في أحلامه؟

google-playkhamsatmostaqltradent